شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

خطاب‏ [ضرورة التصدي لمؤامرات النظام للبقاء في السلطة]

باريس، نوفل لوشاتو
ضرورة التصدي لمؤامرات النظام للبقاء في السلطة
جمع من الطلبة والإيرانيين المقيمين في الخارج‏
جلد ۴ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۲۰۱ تا صفحه ۲۰۸

بسم الله الرحمن الرحيم‏

شعب متكاتف ومتضامن‏

مصائبنا كثيرة، كما أن تشبثات الشاه وانصاره للبقاء في السلطة كثيرة ايضاً .. كانت لديهم سبل شتى لقمع الشعب وإخماد حركته، كاللجوء الى القوى وممارساتها وإستخدام العسكر والشرطة وقوى الامن وغيرها. وقد تبين بالتجربة عجزها عن قمع صرخة الشعب.
كما لجأوا الى التهديدات متوهمين أن التهديد باغتيال فرد يمكن ان يكون مؤثراً كأن شعبنا يعتمد على الشخص، في حين أن الشعب الآن يغلي من اعماقه ويعمل بصورة تلقائية وقد ارتفع صوت ابنائه في جميع ارجاء البلاد، لذا لا تستطيع أية قوة ايقاف حركته وهي تتواصل بهذه الصورة التي تلاحظونها، حيث يهتف هذا الشعب بملايينه التي تربو على الثلاثين ونيفاً وفي مختلف انحاء البلاد- من قراه النائية الى كبريات مدنه والعاصمة والمدن النائية- بإصرار وبكلمة واحدة بصوت عال: لا نريد الحكم البهلوي.
واذا كانت قد ظهرت في السابق أشكال من التحريض ودعوات للشعب للتحرك مثلًا، فالوضع الآن يختلف، لان الشعب عرف طريقه. فلا مجال إذن للتوهم بأن وجود بعض الاشخاص أو عدم وجودهم أو إغتيالهم سيؤثر على تحركه. لقد بذلت جهود مضنية من أجل هداية الشعب وقد عرف طريقه الآن وهو يتحرك بصورة تلقائية، بمعنى أنه يبادر للاضراب عن العمل ولا ينتظر أن يدعوه لذلك زيد- مثلًا- او رئيس نقابة او عالم ديني او سياسي. كلا إن ابناء الشعب لا ينتظرون مثل ذلك، فاذا تبين لديهم يجب الاضراب اليوم تضرب إيران تضرب عن العمل برمتها، سواء أكان وراء ذلك أحد أم لم يكن، فلا فرق في ذلك. إن هذه التهديدات والتشبثات طفولية ليتوهموا بأنه إذا اغتيل زيد مثلًا ستخمد نار الثورة، كلا فهي إن لم تزد تأججاً فانها لن تخمد، فهذه إذن محاولة صبيانية يائسة لجأوا إليها.

الجماهير لا تخدع‏

وأخيراً سلكوا سبيلًا آخر، فبعد أن فشلت حكومة المصالحة في تحقيق مهمتها حيث أرادت منذ البداية أن تحرف- بالخداع والتضليل- مسيرة الشعب وتغتال هذه النهضة، فاطلقت الوعود وقامت ببعض الاجراءات التي لم تكن تعبر عن حقيقة مطالب الشعب، بل كانت أموراً فرعية بالنسبة للمطالب الشعبية، إذ زعمت بأنها اغلقت مراكز لعب القمار! في حين أن أبواب الآلاف من مراكز البغاء والفحشاء مفتوحة وفي مقدمتها مراكز فحشاء جهاز محمد رضاخان حيث أبوابها مشرعة، ولكن فحشائها ليس بالمعنى المعروف للبقاء بل أسوأ من ذلك. فهي مراكز للظلم والخيانة والجريمة بكل معانيها ومصاديقها.
فاذا أغلقتمم هذه المراكز هدأ الشعب الى حد ما طبعاً! لكنكم أغلقتم مراكز القمار! فهل أن كل صرخات الشعب وكل التضحيات التي قدمها هي من اجل إغلاق هذه المراكز؟! طبعاً هذا من مطاليبه، ولكن يجب النزول الى الشوارع للتعرف على مطاليبه الأساسية.
فبعد أن إتضحت حقيقة حكومة المصالحة وإتضح ان (المصالحة) تعني الحكومة العسكرية وتسليط مجموعة من الاشرار الغجر على أراوح الناس للتنكيل بهم وضربهم وتقييدهم وقمعهم. بعد ان اتضحت حقيقة ذلك، وقد كانت لنا واضحة منذ البداية، حيث كنا نعلم بان الاهداف الحقيقية التي تقف ورائها غير معلنة، وقد أريد بها استغفال الشعب للقضاء على النهضة بأية وسيلة كانت، وهذا ما لم ينجحوا في تحقيقه. لجأوا الى اسلوب آخر لعل الشاه اشار اليه مراراً في احاديثه حيث يكرر القول: نحن على أية حال بحاجة لبقاء الدولة، فإفرضوا أنني غير صالح، ولكني لو رحلت لن تبقى الدولة! الا تريدون البقاء لدولتكم؟! إذا رحلت أنا فستفقدون هذا البلد، سينقلونه الى مكان آخر! سيبتلع الاتحاد السوفيتي منه قسماً، وتبتلع أميركا قسماً آخر وإنجلترا قسماً ثالثاً! هذا ما كان يردده الشاه.
وأخيراً إنبرى أحد مريدي الشاه الذي يحلم برئاسة الوزراء «1» لاجراء مقابلة صحفية قال فيها: لقد عانى الخميني من الأذى ولذلك فهو يطلق مثل هذه الأقوال!!. ولكن ثمة أشخاص آخرون عانوا من الأذى، وإذا كان فلانا محباً لوطنه، وهو كذلك- هذا هو تعبيره- فإن بلدنا في وضع تتهدده المخاطر بحكم موقعه الجغرافي، لذا على هذا الشخص الذي يطالب بزوال الملكية، أن يتنازل قليلًا، فنحن بحاجة على كل حال لبقاء وطننا وبلدنا!.
وهذا نفس كلام الشاه وقد كرره أحد النواب في المجلس، فهو يقول: نحن بحاجة الى بقاء الدولة، وحب الوطن يقتضي من المرء الذي تعرض للسجن والنفي والتعذيب والأذى ان يعفو عن ذلك ولا يسمح بتدمير الوطن .. فوامصيبتاه! الوطن على هاوية الضياع من أيدينا!! وثم يضيف: لو التقيته (الامام) لاوضحت له ذلك. وان الشعب إذا شاهد عملياً تحقق شي‏ء من مطالبه لهدأ بعض الشي‏ء، لكنه لم ير شيئاً، وهذه الحكومة جاءت ولم تقدم شيئاً عملياً، إذن ينبغي أن آتي أنا- هذا ما لم يقله ولكنه كامن في نفسه- الى رئاسة الحكومة لكي أحقق شيئاً عملياً يدركه الناس بأعينهم فيهداوا، كأن يتذوقوا طعم الحرية.
إذن فالأمر الذي نبتلي به الآن هو هذه المناورات التي يعج بها الميدان بهذه الصورة، صورة (الحرص على المصلحة) بعدما كانت (المصالحة) صورة المناورة السابقة، وطبق المناورة الجديدة فإن على الانسان المحب لوطنه أو الوطني- حسب تعبيره- أن يضحي لكي لا يضيع الوطن، ولذلك تجشم «2» عناء الالتقاء بالشاه ثم التوجه الى قم ولا ادري هل سيتم استقباله، فالبعض رفض استقباله ولا أدري إن كان هذا الموقف عاماً. وبعد ذهابه الى قم أخذ يتصدى لانقاذ البلد من هذه الخطة التي طرحها لخميني وعرّض بها البلد للخطر!
فهو إذن يريد إنقاذ البلد من خلال إجتماعه بالشاه وزيارته قم- التي لا نعلم هل استقبلوه فهيا أم لا-، وقد ضحى وغض النظر عن كل شي‏ء من أجل ذلك!! يقول: عندما ذهبت الى قم ورأيت إضطرابها وتظاهراتها وصرخاتها، قلت مع نفسي ان هؤلاء لن يهدأوا ما لم يروا شيئاً عملياً منا، وان تتسلم زمام الامور حكومة تقدم لهم شيئاً ملموساً. ومعنى ذلك هو ان يشكّل الحكومة لتهدئة هذه الاضطرابات واغطاء بعض الحرية والقيام ببعض الاعمال الأخرى بما فيها إغلاق الحانات. ولكن يجب بقاء (صاحب الجلالة) كي لا يقع البلد فريسة بأيدي الروس والانجليز. ذلك أن قدرات صاحب الجلالة! هي التي قمعت مطامع الروس والاميركان (يضحك الحاضرون) واربكتمهم ومنعتهم من التحرك! فلا يحق لأحد المساس بهذه الدرة، ويجب إقناع الناس بضرورة عدم تعرضهم لتدميرها وبترك معارضتها لأنها هي التي تحفظ إيران!
في البداية نقول لهذا السيد (المريد للشاه) والذي يصفه الجميع بأنه أميركي الهوى، إنكم لدى زيارتكم قم، لاشك انكم شاهدتم وانتم تمرون في ضواحي طهران، المظاهرات في حسن آباد وعلي آباد «3» وغيرها من القرى أيضاً.
حسناً تقول: لقد شاهدت مدينة قم، ولا شك بأن سمعكم على خير ما يرام ولله الحمد وذكاؤكم متوقد! ألم تسمعوا ما كانت تقوله الجماهير ويطالب به هؤلاء الذين وضعوا أرواحهم على أكفهم وضحوا بشبابهم، وتلك الامهات التي دفعت بابنائهن الى الشوارع وها هي صرخاتهم‏ مدوية. فماذا كانوا يهتفون؟ لنتعرف على آلامها ومعاناتها؟ فما لم يعرف الانسان مواطن الألم لن يتسنى له العلاج؟ إن هؤلاء جميعاً يهتفون: نحن لا نريد الشاه! وأنت تقول أريد تهدئة الناس، لكنك تريد القيام بذلك من خلال الابقاء على الشاه!!
إن سبب هذه الإضطرابات على ما يصرح به الشعب في هتافاته: لقد خاننا الشاه فلا نريده. لكنك تتحدث عن أمرين، الأول تقول: إنني سمعت مطالب الشعب ولا يمكن تهدئته إلا بأن نعطيهم ما يريدون ونقدم لهم شيئاً ملموساً على الاقل. فاذا أردتم القيام بشي‏ء عملي ملموس فقوموا بما من شأنه ان يقنع هذا الشخص (الشاه) بالرحيل، كي يهدأ الشعب بعض الشي‏ء.
الأمر الثاني الذي يتحدث عنه هو خصوصية الموقع الجغرافي لإيران، وكأننا نفتقد أي إطلاع عنه، إذ يقول: إن وجود هذه الثورة في ظل الموقع الجغرافي الخاص لإيران يجلب لها خطراً عظيماً، ولكن وجود الشاه يدفع هذا الخطر!
إذن فما يقوله هو أن وجود الشاه يمثل الحصانة من هذا الخطر، فاذا ما رحل الشاه لسقط البلد فريسة بأيدي القوتين العظميين وعندها تقع الطامة الكبرى!!
لكننا نقول إن الشاه هو الذي جعل البلد بيد هاتين القوتين. فكما هو واضح المقصود ليس قيام الاتحاد السوفيتي بنقل تراب قم الى أراضيه، وقيام أميركا بنقل تراب طهران الى أراضيها، وهذا ما يذعن له هو ايضاً، بل ان المقصود هو أن يهمنا على البلد، أليس مهيمنان عليه الآن؟

البلد تحت الهيمنة الاميركية

إن الموقع الجغرافي مهم بالنسبة لهما لكنهما يطمعان بأشياء أخرى، ألا يهيمنان على ثروات الشعب وينهبان نفطنا ويسلمونا في المقابل أسلحة لتشييد قواعد لهم على أراضينا؟! ألم يتسلطوا علينا وينهبوا غازنا .. انهم يبددون ثروات الشعب.
أليس التسلط الاميركي هو الذي جاء بالإصلاح الزراعي والثورة البيضاء، التي لم تكن لا ثورة الشعب ولا ثورة الشاه وانما ثورة اميركا التي أريد منها سلب ايران هذا المقدار المتبقي من زراعتها والذي كان يغنيها عن الدول الأخرى!
ألم يهيمن التسلط الاميركي على ما لدينا من ثروات ومعادن؟ فهل يفتقدون للهيمنة علينا حتى يحصلوا عليها إذا رحل الشاه؟!
وهل سيتسلط هؤلاء على إيران اذا أقيم فيها الحكم الاسلامي الذي ينص قرآنه على حرمة تسلط غير المسلم على المسلم؟!
ألا يقضي هذا الموقع الجغرافي قيام قوة مستقلة ونظام شعبي يستند الى الشعب وقوته كي تعجز كلتا القوتين عن العدوان عليه؟
إذن فالموقع الجغرافي لوطننا يستلزم وجود قوة حاكمة مقتدرة- وليس موجوداً طفيلياً- لردع كلتا القوتين وضمان السلام في هذه المنطقة.
بيد ان وضع النظام القائم وضع طفيلي، وكذلك حال جيشنا فهو خاضع للهيمنة الاميركية ويدار بالصورة التي تخدمها، وقد انقض (45) الفاً أو (50) الفاً والبعض يقول (60) الفاً من هؤلاء المستشارين والطفيليين الأميركان، على شعبنا وثروات بلدنا، وشيدوا لأنفسهم كل هذه القواعد العسكرية، وهو بمثابة احتلال عسكري أميركي لبلدنا، ورغم ذلك يقول هذا السيد: إن رحيل الشاه يعرض البلد للخطر!!
أي خطر أكبر من هذا وقد دمروا زراعتنا واحتلوا اراضينا؟ وهل أنت الذي تريد أن تدفع عنا هذا الخطر؟! ألست أنت الذي فرضت علينا أميركا خلال ترأسك للحكومة؟!
ألم أبعث لك تحذيراً من القيام بهذا الامر لأنه يؤدي الى تدمير زراعتنا .. يعلم الله أني نهيت مبعوثه عن القيام بهذا الأمر، وقلت له: لا تفعلوا ذلك، فأنت لديك أملاك وتعرف أنهم لا يستطيعون إدارتها وسيؤدي ذلك الى تدمير الزراعة.
أنت الذي دمرت زراعتنا من أجل أميركا وتريدون الآن إصلاح الأمر لكي لا يتسلطوا علينا!!
هل نحن مستقلون الآن؟! وهل يوجد لدينا نظام مستقل وحاكم على الجميع؟ وهل لدينا دولة مستقلة متحضرة؟ النساء والرجال فيها احرار؟!
نحن نريد دولة قوية تنبع قدرتها من الشعب وتستلهم منه. فلو كان الجيش معتمداً على الشعب فلا تستطيع تلك القوة ولا هذه أن تفعل شيئاً، فهؤلاء يسعون الى إيجاد حالة تضمن لهم عدم التمرد عليهم وهذا ما لا يمكن ضمانه إذا كان الجيش مستقلًا.
أنتم تريدون تسليط هاتين القوتين علينا عبر هذه المخططات والأحابيل، ولا تفكرون باعمار البلد بل تسعون الى المزيد من تدميره .. نحن الذين نريد إنقاذه من هاتين القوتين، لكنكم تريدون إبقائه الى الأبد تحت سلطتهما.
أما كيف تسعون لذلك؟ من خلال الإدعاء بأن رحيل (صاحب الجلالة) يؤدي الى إنهيار الدولة، فيجب أن يبقى لضمان ردع هاتين القوتين.
ولكن (صاحب الجلالة) هذا واباه هما اللذان سلطا علينا القوى الكبرى!.
أنه يكرر نفس عبارات الشاه، يقول: أنه عانى كثيراً!- يقصدني أنا- وواجه مشقة. وهو نفس قول الشاه: إن له حسابات شخصية معي يريد تصفيتها، هذا نص عبارة الشاه.
إذن فأنت بوق (صاحب الجلالة) في قوله: نحن نريد بقاء الدولة ولو رحلت لانتهت. وأنت أيضاً تقول: لو رحل الشاه إنهار البلد أي انك تكرر اقواله، فهو القائل: إن موقع البلد في حالة تجعله عرضة للزوال، ولو رحلت عنه سينقض عليه هؤلاء من هذه الجهة وأولئك من الجهة الأخرى. وأنت بوق له تكرر ما يقول .. فهو القائل- إن لفلان- يقصدني أنا- حساباً شخصياً معي يسعى لتصفيته فقد سجنته ونفيته وهو يعمل الآن لتصفية الحساب. فهو بوق للشاه الذي يملون عليه وهو يتحدث بما يُملى عليه، وهذا هو الواقع بالفعل بل واكثر حيث اتضح ان ما يملى عليه يكتب وهو يقرأه وحسب!! (يضحك الحاضرون).
أيها السيد، أنا لم أكن رئيساً للوزراء ولم يكن لدي قصراً وقبة. فأنا على نفس ما كنت عليه في السابق وقد أتيت الى هنا ولم أتغير، وقد شاهدتم منزلي الذي لا تستطيعون السكن فيه. وأنا لا اطلب أكثر منه، بل إنني عندما دخلت السجن- في مقر استراحة الضباط حيث أخذوني إليه في البداية- رأيت المكان جيداً للغاية وكل شي‏ء فيه معد بحيث أن عوائلنا لم تر مثيلًا له حتى في الحلم!، وقد قلت لعناصر قوى الأمن: إن هذا المحل أفضل من منزلنا (ضحك الحاضرون)، وكان أفضل حقاً. ثم نقلونا الى محل آخر مشابه لحال منزلنا بل أفضل منه قليلًا ثم خرجنا فلم تكن فترة السجن من النمط الشاق، أجل ثمة مشقة تدهور العلاقة مع الشاه (يضحك الحاضرون)، فسجنهم لنا لم يكن بالنسبة لنا سجناً وكان سجانوننا يتلطفون بنا ويودوننا. ثم نقلونا الى حديقة كبيرة وبناية ضخمة لعلنا لم نرها ولا في المنام. ثم رجعنا فيما بعد الى منزلنا وحالنا فيه معلوم. ونحن لم نعتد كثرة الخروج من المنزل والتجول كي يشق علينا البقاء في ساحة المنزل، وحتى عندما نقلونا الى تركيا كان الوضع أفضل بكثير مما كان عليه الحال في إيران بالنسبة لي شخصياً. أي اننا لم نواجه معاناة تذكر، ثم ذهبنا الى النجف وكان المنزل هناك جيد أيضاً وقد أتينا الآن الى هنا ومحلنا افضل من منزلنا، إذ توجد حديقة ومتوفر فيه كل شي‏ء!
إذن فنحن لم نعان أذى- بالنسبة لي شخصياً- كي تكون معارضتنا لهذا الشخص (الشاه) مدفوعة بهذا الأذى، فأذانا هو أذى الشعب. إني أتألم بشدة عندما استعرض في ذهني صور الآباء الذين قتل أطفالهم وأبنائهم، والأم التي تشق جيبها في مقابل مركز الشرطة وتطلب منهم أن يقتلوها بعدما قتلوا إبنها الشاب. أجل، فهذه المصائب التي حلت بشعبنا هي التي تؤلمني بشدة، وليس ما واجهته شخصياً، فقد كان مريحاً للغاية!
إن الذي لا يتألم لما يحل بشعبه ليس بمسلم، ولا استطيع أن اصف من يريد بقاء هذا الشخص (الشاه) بأنه مسلم، بل ولا نعتبر الذي يصافح المجرم إنساناً أصلًا حتى لو كان مسلماً في الظاهر، فهو ليس إنساناً وبالتالي لا يمكن أن يكون مسلماً.
هذا ما يؤذينا وليس أنهم سجنونا، كلا، إن آلامنا أيها السيد وليدة ما يقومون به من نشر أرجل علماء الدين بالمنشار وحرقهم بالزيت. اننا نتألم من سجن علمائنا عشر سنين وخمسة عشر عاماً، لقد مكث والد هذا السيد (إشارة الى أحد الحاضرين) عدة أعوام في السجن. هذا الذي يؤذينا، وقد خرجوا الآن من السجون.
أجل، فهم يقولون (لقد اطلقنا سراح السجناء السياسيين) أو (عفونا عنهم) حسبما يقولون، ولكن هل انتهى الأمر؟! أن سجن عالم جليل «4» ومكوثه في السجن عشر سنين يكابد الأذى، وقد صفعوه على وجهه مما افقدته سمعه، وقد اطلق الآن سراحه، فهل ينبغي له أن يشكر الشاه ويدعو له؟
هذا محال أيها السيد، محال إسكات الشعب بهذه الأقوال، فلا رئيس الوزراء الفعلي يستطيع ان يفعل شيئاً ولا منتظر الوزارة «5» ولا العسكر ولا الحكومة العسكرية ولا أية قوة أخرى. لن تستطيعوا إسكات الشعب فهذا محال .. اصغوا الى مطالب الشعب وحققوا له الحرية والاستقلال ثم اسقاط الحكم البهلوي. هذا هو مطلب شعبنا بكافة فئآته داخل البلد وخارجه. حققوا هذه المطالب كي يرضى عنكم الشعب ويهدأ.
لكنكم تسعون الى الحفاظ على المجرم الأصلي. انهم يحرقون آذربيجان ثم يعتقلون محافظها مواساةً لأهلها. يقول هذا السيد المنتظر للوزارة!: يجب معاقبة الذين ظلموا الشعب. وأنا اسأل هذا السيد: من الذين ظلموا الشعب؟ هل المحافظ قتل الأهالي دون إذن؟ وهل فعل الشرطي أو حاكم الولاية ذلك دون إذن؟ وهل يأمر قائد القوات بذلك دون إذن الشاه؟
لا يمكن لمثل هذه الامور ان تقع دون إذن الشاه، وهو غير ممكن في النظام العسكري لأنه (كبير العسكر) وإذا لم يأذن لا يقع قتل.
فعاقبوه لنقبّل أيديكم! فطبق أحكام الشرع جزاءه السجن المؤبد تحى إذا لم يقتل بنفسه أحداً. انه الحك الشرعي بحق الذي يأمر بالقتل والذي يجب تطبيقه في الحكومة الإسلامية ويقال أنه قتل بيديه أيضاً فإذا ثبت فعليه القصاص.
عاقبوا المجرم الذي يعتبر مصدر كل الجرائم وعلة علل مصائبنا، عاقبوه كي يهدأ الشعب بعض الشي‏ء، كما يجب تحقيق الاستقلال الذي لا يمكن للشعب ان يهدأ قبل تحقيقه.
لقد قاموا بكل هذه المحاولات المخادعة منذ البداية من أجل إجهاض النهضة الاسلامية المنبثقة من كافة فئات الشعب، أو تحجيمها. وقد ولجأوا الى العسكر والى الأكراد واللر وغيرهم، وإلى مكيدة حكومة المصالحة، غير أن محاولاتهم باءت بالفشل، وها هم يزعمون اليوم بان البلد في خطر!! فأنقذوه من الخطر بالإبقاء على الشاه، في حين أن كل الاخطار ناتجة عن ممارسات هذا الرجل فكيف نحافظ على وجوده لكي ندفع تلك الأخطار؟!

لتكن شعاراتكم اسلامية

أيها السادة، عليكم بالتكاتف فيما بينكم جميعاً، والتخلي عن الخلافات في الداخل والخارج .. أعرضوا عن الشعارات غير الإسلامية، وإلتفوا جميعاً حول شعار إسلامي موحد. لقد اتصلوا هاتفياً من إيران وذكروا بأن الطلبة الجامعيين تخلصوا من الخلافات بين التيارات الجامعية وشكّلوا جبهة موحدة.
أسأل الله أن يحفظهم جميعاً- إن شاء الله- وعليكم جميعاً أن تكونوا جبهة واحدة، فلو سلك كل واحد منكم الى جهة فأعلموا أنكم ستبقون الى الابد مسحوقين تحت أقدام الاجانب وعملائهم المحليين، وستحاسبهم الأجيال القادمة. فإذا لم تستثمر هذه النهضة فستبقون الى الأبد تحت أقدام الأجانب والمحليين. لذا لابد لكم- أنتم المقيمون هنا وأولئك الموجودون هناك- من التخلص من خلافاتكم الداخلية، واطلاع الصحف والمجلات والجامعيين والأساتذة على حقيقة ما يجري في ايران، والتصدي للاعلام المضاد- إذ ينبغي لكم تدارك الأمر وتبيان الحقائق، وهذه هي الخدمة التي يمكنكم تقديمها لهذا الشعب.
عليكم أن تتركوا كافة الخلافات وتتضامنوا مع ابناء الشعب داخل ايران- وتعلنوا مطالبكم- وهي المطالب التي يصدح بها عامة أبناء الشعب-. وعلى طلبة الجامعات والمعاهد العلمية، توحيد كلمتهم والالتفاف حول شعار اسلامي موحد فهو القادر على إنقاذكم. أما الآخرون فهم عاجزون عن إنقاذكم بل يوقعونكم في الفخ.
وفقكم الله جميعاً بمشيئته تعالى. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

«۱»-الدكتور علي اميني. «۲»-علي اميني، احد البيادق الرئيسية للنفوذ الاميركي في ايران. «۳»-من القرى الواقعة على الطريق القديم بين قم وطهران. «۴»-آية الله حسين علي منتظري. «۵»-يقصد سماحة الامام الدكتور علي اميني، وهو المعني في الكثير من مواضع هذا الخطاب.


امام خمینی (ره)؛ 11 دی 0378

جمله طلایی

فراز طلایی

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: