شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

خطاب‏ [الإتحاد والإخوة بين المسلمين، الحفاظ على النظام والإنسجام في القوات المسلحة]

طهران، حسينية جماران‏
الإتحاد والإخوة بين المسلمين، الحفاظ على النظام والإنسجام في القوات المسلحة
فئات الشعب المختلفة، منتسبو مؤسسة جهاد البناء في محافظة سيستان وبلوشستان وجيرفت ودزك آباد بيزد
جلد ۱۳ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۱۰۴ تا صفحه ۱۰۷

بسم الله الرحمن الرحيم‏

استراتيجية القوى العظمى في إثارة الخلافات‏

نشكر الباري تعالى، فالشعب الإيراني وبجميع طوائفه من شيعة وسنة يسعى لتطبيق الأحكام الإسلامية والعمل بالشريعة.
إخوتي وأخواتي نحن اليوم نعيش في عصر أصبح فيه العالم وجميع البلدان من أقصى نقطة في العالم وإلى هنا، قرية. ففي الماضي كانت وسائل الإعلام بدائية جداً بحيث لم يكن الناس يعرفون أو يسمعون بما يجري في المنطقة الفلانية ولو فرضنا أنهم اطلعوا على ذلك، فإنه لم يكن يعنيهم ذلك وكان شيئاً لم يحدث. ولكن في يومنا هذا فإن ما يحدث ويجري في بلد ما، ينعكس مباشرة في كافة الدول ويتلقاه الناس كأمر في غاية الأهمية. ووجود الإختلاف هو أحد الأمور الذي سرعان ما ينتشر في كافة أنحاء العالم، إن الوضع السياسي الحالي في هذا العالم بات اليوم بحيث أن جميع دول العالم واقعة تحت الرقابة السياسية للدول الإستكبارية، حيث تشرف هذه الدول على كل الأمور وتمتلك الخطط اللازمة لإخضاع كافة الأمم والشعوب وسلاحها الفتاك في هذا المجال هو بث الفرقة والإختلافات وبمعنى آخر تطبيق سياسة فرق تسد.

الطبيعة السياسية للأحكام الأخلاقية في الإسلام‏

إن الأحكام الأخلاقية للإسلام هي أحكام سياسية أيضاً. فالقرآن يدعو لأن يكون المؤمنون إخوة «1»، وهذا الحكم هو حكم أخلاقي واجتماعي وسياسي في نفس الوقت.
إذاً فالاتحاد والتضامن والتآخي بين المؤمنين وبمختلف طوائفهم واتجاهاتهم، هو خلق إسلامي رفيع فضلًا عن أنه حكم اجتماعي عظيم ذو تبعات ونتائج أخلاقية.
إن الإسلام الذي سعينا لرفع رايته في هذا البلد قد تمكن ورغم قصر المدة من إيجاد الأخوّة فيما بيننا، ومع أن هذه الأخوة لم تصل بعد إلى الحد المطلوب ولكنها أدت إلى إشاعة الرحمة الإلهية في هذا البلد. فهذه مؤسسة جهاد البناء التي تضم بين جناحيها أفراداً من جميع فئات الشعب، هي مثال بارز للأخوة الإسلامية، فالجميع إخوة متحابون يعيشون في دولة واحدة، والأخوة هذه يجب أن يتبعها نتائج إجتماعية ملموسة كالإسراع في المساعدة وتقديم يد العون للآخرين والعمل على بناء هذا الوطن ودحر أعدائه.

الوحدة والأخوة هما الطريق نحو النصر

وهذا الحكم الأخلاقي، يتضمن أيضاً حكماً اجتماعياً فضلًا عن أبعاده السياسية، ويتلخص بعده السياسي في أنكم شاهدتم كيف أن إلتفاف أفراد الشعب حول راية واحدة، مكنهم من قهر الإستكبار وطرده من البلاد. طبعاً ما زالت هناك بعض الجذور الخفية التي يجب أن نستئصلها وهي لن تتمكن مهما حاولت من القضاء على هذه الأخوة المتينة التي تجمعكم. إن الأخوة الإيمانية التي أمر الله بها تشمل جميع المؤمنين في العالم ولا تنحصر بإيران أو دولة أخرى. ولو إمتثلت جميع الدول الإسلامية لهذا الأمر الإلهي لهيمنوا على العالم.
إننا نعيش في زمن تنتشر فيه الأخبار بسرعة هائلة في جيمع أنحاء العالم عبر الراديو والتلفاز، ولا يمكن أن يبقى حدثٌ ما مخفياً عن الآخرين. على الدول الإسلامية أن تضع خلافاتها جانباً وتعمل مع بعضها في إطار أخوي حميم. فالإستكبار العالمي لا يدّخر جهداً في إيجاد الفرقة بين الدول المستضعفة، إسلامية وغير إسلامية. وكذلك يقوم عملاء الإستكبار ممن يدعون الإسلام بدور كبير في ذلك وقد رأينا كيف رمى هؤلاء بأنفسهم في أحضان اليهود. إن كل ما يقومون به هو خطة مدروسة وموضوعة بدقة للسيطرة على الدول الإسلامية وإخضاعها.

الآثار السيئة لنشر الإختلافات بين المسلمين‏

على المسلمين أن يتسلحوا بالحذر واليقظة وأن يسعوا للإلتفاف حول بعضهم. فعالمنا اليوم يختلف عن الماضي، ولا يمكن في يومنا هذا السير بإنفراد إذ أن المصالح أصبحت مرتبطة ببعضها ولا يمكن الفصل بين المصالح الإيرانية ومصالح بقية الدول الإسلامية. ولو حدث نزاع بين إيران ودولة ما أو بين السنة والشيعة للحق الضرر بالجميع. علينا أن نحذر الخونة والعملاء الذين يسعون لبث الإختلاف والتفرقة وإشاعة الفتن لإخضاع الدول الإسلامية لسيطرة الغرب وللهيمنة الأمريكية والسوفيتية. إن الخلافات والنزاعات في عالم اليوم، هي مسألة عالمية ولا تتعلق بالمنطقة التي تشهدها فقط، لذا فإن الخلافات الداخلية الإيرانية، والنزاع الإيراني- العراقي هي قضايا عالمية ولا ترتبط بإيران والعراق فحسب، فالعالم بأجمعه يظهر إهتماماً بذلك.
الإستكبار العالمي يسعى للسيطرة على جميع دول العالم وفرض هيمنته عليها عن طريق الخونة والعملاء واستغلال النزاعات الطائفية والقبلية.
علينا أن نتنبه لهذه المخططات ونمتثل للحكم الإلهي: (إنما المؤمنون إخوة) وأن تظهر الأخوة هذه في سلوكنا وأفعالنا وأقوالنا. إنه حكم سياسي يدعو المسلمين البالغ عددهم المليار نسمة إلى التآخي والتضامن لمواجهة الأعداء إنها نقطة في غاية الأهمية أيها الأعزاء.

ضرورة التلازم بين جهاد البناء وجهاد النفس‏

يتوجب على العاملين في مؤسسة جهاد البناء، تلك المؤسسة المنتجة أن يلتفتوا إلى جهاد النفس إلى جانب جهاد البناء، فالأمران متلازمان.
فلو صدر عن هذه المؤسسة ما هو مخالف للإسلام والثورة فإن الشعب سينفضّ من حول الثورة، وسيبتعد عن الإسلام. وبذلك سيتحول هذا الجهاد البنائي إلى هباء منثور لا فائدة منه لعدم إقترانه بجهاد النفس وهو الجهاد الأكبر.
أيها الإخوة، يا من سخرتم أنفسكم وقدراتكم لخدمة الشعب وبناء الوطن. عليكم أن تتمسكوا بالأخلاق الإسلامية من إخوة ومساواة مع مراعاة القانون والنظام، وهذا الأمر ينطبق على كافة المؤسسات والدوائر الحكومية.
إن المعيار في الإسلام هو العمل الصالح والإلتزام بالقوانين، بينما يرتبط علو الشأن في الحكومات الطاغوتية بمخالفة القوانين ونقضها. إن عدم مراعاة الأحكام الإسلامية، يعد من القبائح التي تستوجب سخط الله وغضبه.

مراعاة النظام وتسلسل الرتب في القوات المسلحة

أوجه كلامي هذا لجميع المسلمين وخاصة للشعب الإيراني الشريف. إن إنعدم النظم والانضباط في القوات المسلحة والأجهزة الأمنية وتصرف كل فرد كما يحلو له، وبالطريقة التي يراها مناسبة دون مراعاة تسلسل الرتب والمناصب، يوصلنا إلى حالة هي أبعد ما تكون عن الأوامر الإلهية والأحكام الإسلامية. فالإسلام يدعو لمراعاة النظام وتسلسل الرتب والحفاظ على تماسك القوات المسلحة. وكما أن على الشعب أن يساند الجيش ويراعي‏ النظام ويلتزم به ويمتنع عن التدخل في الشؤون العسكرية. فإن العسكر أيضاً ملزمون بمراعاة النظام وطاعة القادة.
وبدورها فإن مؤسسة جهاد البناء ملزمة بالتقيد بالقانون كغيرها من المؤسسات في هذا البلد ولا يحق لها أن تتدخل في شؤون المؤسسات الأخرى. على كل مؤسسة ودائرة أن تعمل بموجب الضوابط الموجودة وفي إطار إسلامي. وإياكم أن تظنوا أن الحكومة الحالية بعيدة عن القضايا الإسلامية والأهداف الإسلامية. إن جميع المسؤولين في هذا البلد هم جند من جنود الله والإسلام، وينبغي أن لا نعمل على إضعافهم والتشكيك بإخلاصهم.
على الشعب أن يدعم هذه المؤسسات والدوائر والتي ينبغي أن تلتزم هي الأخرى بالقانون والنظام، وكل ما هو مخالف للقوانين هو خلاف الشرع ولا يجوز العمل به.
لا يحق للمؤسسات والمجموعات المختلفة أن تتدخل في ما لا يعنيها فلا يحق مثلًا للِّجان الثورية أن تتدخل في شؤون الجيش أو العكس وكذلك لا يحق للسلطة التنفيذية أن تتدخل في أمر السلطة القضائية أو التشريعية. عليكم جميعاً الإلتزام بالدستور الإسلامي المنبثق عن إرادة الشعب وآماله. ولا يحق لأحد أن يتجاوز هذه القوانين وينقضها.

تقدم البلد مرهون بالاتحاد والعمل وفق الضوابط

إن قيادة هذه الدولة، والعمل على تطويرها وإزدهارها، وإبقاء راية الإسلام خفاقة مرفوعة فيها، ودحر القوى الإستكبارية والإستعمارية، وكشف المؤامرات الشيطانية المحاكة ضدها، يتطلب أولًا؛ الإلتزام الكامل بالقوانين والتضامن والتنسيق بين أركان الدولة ونبذ الإختلاف وتحكيم مبدأ الأخوة فيها. أتمنى أن يلتف جميع أبناء هذا الوطن من شيعة وسنة وأقليات دينية حول كلمة واحدة وأن يتآخوا فيما بينهم للمضي في هذه الدولة قدماً وتطبيق الأحكام الإسلامية، لتحقيق رفاه المسلمين وازدهارهم ورفاه كل من يعيش في كنف الدولة الإسلامية من أقليات أخرى. آمل أن لا تعتبر الشعوب الإسلامية أن الشعب الإيراني بعيد عنها ومنفصل عن الأمة الإسلامية، فالقرآن أمرنا أن نكون إخوة وعقد بيننا عقد الأخوة والمحبة.
لا فرق بين المسلم الذي يعيش في بلاد الغرب والمسلم الذي يعيش في المشرق لأن الجميع إخوة، وعليهم الإلتزام بهذا الأمر الإسلامي المنصوص عليه في القرآن الكريم والإبتعاد عن الفرقة والإختلاف، لأن أهداف الشعوب الإسلامية مشتركة ونابعة من الإسلام.
على كل شعب مسلم أن يعتبر مصلحة الشعب المسلم الآخر هى مصلحته والإعتداء عليه هو إعتداء على وطنه. أسأل الله أن يدرك المسلمون أهمية هذا الأمر الإلهي، والمعنى الحقيقي لهذه الدعوة، وأن يتمكنوا من تحقيق أهدافهم والتغلب على القوى الإستكبارية، وأن يوفقوا في تطبيق الأحكام الإسلامية بشكل كامل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏

«۱»-إشارة للآية ۱۰ من سورة الحجرات«إنما المؤمنون إخوة»-.


امام خمینی (ره)؛ 11 دی 1417
 

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: