شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

خطاب‏ [تآمر الأعداء لفصل الجامعة عن الحوزة العلمية - انسجام التيارات السياسية من معطيات الثورة]

قم‏
تآمر الأعداء لفصل الجامعة عن الحوزة العلمية - انسجام التيارات السياسية من معطيات الثورة
مندوبو الشورى الإسلامي لموظفي جامعة طهران‏
جلد ۹ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۱۷۹ تا صفحه ۱۸۳

بسم الله الرحمن الرحيم‏

مؤامرات رضا خان ضد الحوزة العلمية والجامعة

لم تكن الجامعة وحدها مسرحاً لعمليات النظام الطاغوتي، وإنما كل فئات الشعب كانت مستهدفة من قبل النظام. غاية الأمر أن ثمة مركزين كان يركز عليهما كثيراً هما: الجامعة والحوزة العلمية، والسبب هو أنهم كانوا يعتبرون هذين المركزين العلميين بمثابة العقل المدبر للمجتمع، وكانوا يعتقدون أنهم إذا منحوا الحرية لهذين المركزين، فإنهما سيعملان كالعقل تماماً وسيؤديان إلى كشف وتدمير مصالح القوى الأجنبية- التي تقع مهمة حمايتها على عاتق النظام- وبالتالي تدمير مصالح النظام نفسه، ولهذا كانت عملية سحق أو تقييد تطور هذين المركزين من أولى مهامهم، وبالاستعانة بمخططات متنوعة تم اعدادها لها مسبقاً، ومخططات قاموا باستيرادها من مصادر أخرى، قاموا بتقويض نمو هذين المركزين. وفي زمن رضا شاه كان الهجوم في البداية متمركزاً على الحوزة العلمية، وقد لا يتذكر ذلك إلا القليل منكم، فقد أراد رضا شاه سحق طبقة علماء الدين وقد تم له ذلك بالفعل، فبحجج وأساليب مختلفة قام بتجريدهم من زيهم وأجبرهم على الانزواء بعيداً عن المساجد والمنابر، ولم يسمح لهم أن يؤدوا وظائفهم. المدارس الدينية أيضاً لم تنأى عن جوره. لقد قاموا بتحجيم كل شي‏ء باستخدام القوة.
وأما بالنسبة للجامعة فلم يستخدموا معها القوة، خوفاً من أن يشوه ذلك صورتهم، ولذلك فقد لجأوا إلى أساليب مختلفة من أجل إفراغ الجامعة من محتواها الأصلي، عن طريق البرامج التي كانوا يضعونها بأنفسهم أو يوكلونها إلى الأساتذة الذين أحضروهم أيضاً، كانوا يمنعون نمو الشباب الفكري، وهكذا حولوا الجامعة، التي كان ينبغي أن تكون المركز الفكري للمجتمع يمد البلد بالطاقات والإمكانات، الى شي‏ء رمزي ليس أكثر.
ومن ناحية أخرى، قاموا بإعداد مجموعات وظيفتها إيجاد الغوغاء والاضطرابات في الجامعة كل يوم، حتى إذا أراد الأساتذة والطلاب أن يعملوا بإخلاص، فإن هذه المجموعات لن تسمح لهم بذلك، لقد كانت هذه المجموعات تقف عائقاً أمام دراسة الطلاب، تتظاهر وتشاغب، وتمنع الطلاب حتى من التعبير عن رأيهم، فكانت تنزل الى الشوارع وتثير الفوضى والشغب.

هدف العدو التصدي للنمو الفكري في إيران‏

كل هذه المخططات كانت لمنع النمو الإنساني في إيران، لمنع النمو الفكري في إيران. وكل هذه الدعاية التي وجهوها ضد الإسلام وضد علماء الدين كانت لأنهم أدركوا بأن القوة التي تتصدى لمخططاتهم وتهي‏ء الأرضية المناسبة لمقاومتهم هي قوة رجال الدين. لقد أدركوا أنه على مر المئة عام الماضية- والتي يعرف الجميع تاريخها- كان علماء الدين دائماً والشعب من ورائهم، يتصدون لمخططاتهم. ولهذا سعوا للقضاء على هذه الطبقة وسحقها تماماً. وفي عهد الإبن- محمد رضا- اشتدت حدة الدعاية ضد علماء الدين، حتى أنه اضطلع هو بجزء من هذه الدعاية من خلال خطبه والتي قد سمعها بعضكم، فقد كان يقول: (هؤلاء «1»، لايريدون أن يستعمل الناس السيارة والطائرة، بل العودة بنا الى ما كان في الماضي حيث يذهب الناس إلى مشهد على الحمير). وما إلى ذلك من أقوال، وبعض البسطاء يصدقون ذلك، في حين إن بعض مراجعنا «2» كان يذهب إلى مشهد بالطائرة. وقد ردّت عليه في أحد خطاباتي: (أنت يا من تقول هذا، بعض مراجعنا ذهبوا اليوم إلى مشهد بالطائرة، فكيف تدعي أنهم مخالفون لركوب الطائرة والسيارة).

نتائج قانون (إصلاح الأراضي) الذي أصدره الشاه‏

إن الشعب بأسره وليس علماء الدين وحدهم، كان يعارض الفساد والحضارة التي كان يروج لها النظام تحت شعار (الحضارة الكبرى) فالحضارة في تصوره أن نترك الزراعة، ونتجه إلى الصناعة، ومن يدري قد ننجح في الصناعة أولا ننجح، وربما هم أنفسهم لا يريدوا لنا أن نوفق في الصناعة، لقد خربوا الكثير من زراعتنا ودمروا المحاصيل، لأن أمريكا، كانت تنتج الكثير من القمح وكانت ترمي الفائض في البحر أو تحرقه، وفكّروا بأن يوجدوا لهم سوقاً هنا، يملأون منه جيوبهم بالعملة الصعبة.
إن الحضارة التي كان يتحدث عنها- الشاه- تعني أن يصبح عدد مراكز الفساد في طهران أكبر من عدد المراكز العلمية، ومحلات بيع الخمور أكثر من المكتبات. وبالطبع إنّ كل إنسان عاقل يعارض هذه الأمور، لقد كانوا يعملون على سلب الشعب هاتين القوتين، وعندما يفقد الشعب القدرة على التفكير، فإنه لايستطيع أن يعمل شيئاً وسوف يستسلم، ولهذا السبب، كانوا يركزون على الجامعة والمدارس العلمية أكثر من أي شي‏ء آخر، ولكنهم كانوا يتعاملون مع فئة على حدى بأساليب مختلفة ومتنوعة.

من مخططات الاستعمار

ومن مخططاتهم، أن لايسمحوا لهاتين القوتين بالاتحاد والوحدة، ولهذا قرروا أولًا أن يسلبوهم عوامل قوتهم، وثانياً: إذا حدث وخرجت الأمور من أيديهم وبرز عدد من العلماء، فإنهم يعملون على فصلهم عن بعضهم، خوفاً من أن يتحدوا ويكون هذا الاتحاد إيذاناً بسقوطهم، ولهذا بدأوا بإلقاء الفتن بين الطرفين، ففي الجامعة كان عملاؤهم يروجون الدعاية ضد علماء الدين، وكانوا يقولون عنهم: (إنهم دائماً في بلاط الشاه، والانكليز هم من أحضرهم!). لقد سمعت بأذني أحدهم يقول لآخر عندما كنا راكبين إحدى السيارات: (الانكليز أحضروهم إلى قم والنجف حتى لايدعوا وطننا يتطور)، وكان يقصد الإساءة إلينا .. لقد كانوا يذهبون إلى الجامعة ويقولون: (رجال الدين من صنع بلاط الشاه)، أو أن يقولوا: (الانكليز صنعوهم)، أو أن يقولوا: (إنهم كالأفيون، يريدون أن يخدروا الشعب لينهبوا مافي جيوبه). وأحياناً كانوا يهاجمون كل الأديان، ويقولون: (الدين أفيون الشعوب، فمثلما الأفيون يخدر الشعب ويجعل الإنسان بدون شعور، كذلك هؤلاء يفرغون عقول الناس بواسطة الدين حتى يسلبوا أموالهم).
وعندما كانوا يأتون إلينا كانوا يقولون: (إنّ هؤلاء الجامعيين ليسوا أكثر من أناس عديمي الدين فاسدين). وهكذا كانوا يقومون بالفصل بين القوتين من خلال جعل كل قوة تسي‏ء الظن بالأخرى.
وربما تتذكرون أنه لم يكن ممكنا ذكر اسم (المعمم) في الجامعة، وربما أن الشعارات أيضاً كانت كلها تكتب ضد الإسلام وضد القرآن وضد علماء الدين، ولكن الشباب كانوا غافلين، ونحن أيضاً كنا غافلين عن هذه المخططات، لقد كانوا يريدون أن يتنازع علماء الدين والجامعيين فيما بينهم، فيما هم يجنوا هم الثمار لأنفسهم!
لقد كان هذا أحد المخططات فقط والمخططات كثيرة لامجال لذكرها الآن. وقد حان الوقت ليتخلص الجامعيون من هذه الأفكار والتصورات غير الصحيحة بالنسبة لعلماء الدين. وكذلك على علماء الدين أن يعيدوا النظر في تصوراتهم تجاه الطلبة الجامعيين.

التقارب الفكري بين الأجنحة السياسية ووحدة الكلمة

الحمد لله، لقد قطعنا بنهضتنا هذه شوطاً طويلًا، قطعنا شوطاً طويلًا في الوحدة والتقارب الفكري، وقد أدى التقارب الفكري بين الفئات السياسية إليتناغم حركات هاتين القوتين مع بعضهما وإلى سير الشعب بأسره خلفهما، واتحاد الجميع مع بعضهم، وهكذا حدث هذا الانتصار العظيم. فمن كان يصدق أن هذا الشعب الذي لم يكن يملك شيئاً، وطالب الحوزة الذي لم يكن يعرف إلا الدراسة والمطالعة، وطالب الجامعةالذي كان دائماً منشغلًا بدراسته، والتاجر الذي كان دائماً مشغولًا بتجارته. والذين لم يكن يملك حامل بندقية أو رشاش تحولوا بقدرة قادر إلى قوة عظيمة تقف في وجه قوة النظام. وعندما اتحدوا معاً زالت الخلافات فيما بينهم وأصبح طريقهم طريقاً واحداً. إنه طريق الإسلام، لقد أعلنا جميعاً أننا نريد جمهورية إسلامية نريد نظاماً إسلامياً، وأما النظام الشاهنشاهي الجائر فإننا نرفضه. وكان ذلك رمز انتصار شعب أعزل على قوة كانت تملك كل شي‏ء وتقف خلفها جميع القوى الأخرى، ولاتظنوا أن أمريكا فقط أو الاتحاد السوفييتي كانا يدعمان نظام الشاه، بل دول إسلامية كانت تدعمه أيضاً. إن الدول الإسلامية ذاتها التي تردد اليوم: (الطاغوت، الطاغوت)، كانت تسانده في ذلك الوقت، ولهذا لم يسمحوا لي حتى بالعبور من الأراضي الكويتية، وقالوا لي: (عد من حيث أتيت)، وبالفعل فقد أعادوني.
والعراق أيضاً لم يطق وجودنا، لأنهم كانوا يدعمونه، وكانوا يريدون الابقاء عليه. ولكن شاء الله أن يستيقظ شعبنا والحمد لله، وبأيديها الخالية من السلاح والممتلئة بقوة الإيمان ضربت ضربتها، وهزمت كل القوى التي كانت تقف في وجهها.
أما الآن فيجب أن نعرف مسؤوليتنا، فعلى الإنسان أن ينظر إلى الأمام دائماً، ولا يلتفت الى الوراء. يجب أن نتطلع الى الأمام دائماً. فإذا أردتم أن تواصلوا انتصاراتكم، عليكم المحافظة على القدرة التي بين أيديكم، فالدعايات والأفكار التي يروج لها في الجامعة ضد الإسلام وضد الثورة، لاتسمح لكم بأن تدرسوا، أو أن تذهبوا إلى كلياتكم، وهي الدعايات ذاتها التي كانت في الماضي. إنهم يريدون أن يخلقوا المشاكل القديمة مرة أحرة، فهم مولعون بإعداد المشاكل ونشر الشائعات بين الشباب، ويزعمون أنه لم يتحقق شي‏ء لحد الآن؟ لقد أزالت هذه النهضة قدرة عظيمة ويكفيها هذا فخراً حتى لو لم تحقق شيئاً آخر.

الاستقلال من معطيات الثورة

لم يعد نفطنا ولا غازنا يذهبان إلى جيوب الآخرين، ولاأي شي‏ء آخر، فماذا سيحدث أكثر من ذلك. وأما الذين يثيرون الشكوك ويتساءلون ما الذي تحقق؟ فإنهم يهدفون الى بث الاحباط واليأس في أوساط الشعب وتشويه صورة الثورة. ولا يخفى أن كل ما تحقق وما سيتحقق يتم في عهد حكومة انتقالية تعاني من شح في الموارد المالية، وما خلفه النظام السابق وأعوانه من ديون على إيران، والاضطرابات والمشاغبات وضعف الحكومة، والدمار الذي طال‏ كل مكان. لقد تم إنجاز الكثير من الأعمال الجيدة وهل هناك أفضل من الأمن الذي تنعمون به الآن، تجيئون وتذهبون إلى منازلكم بكل حرية دون أن تخشوا رجال المخابرات. وأي نعمة أفضل من الحرية التي أصبحت من نصيبنا الآن. لقد تحقق الكثير وهناك المزيد أيضاً ولكن ذلك يحتاج إلى الوقت، فعمر نظامنا الآن خمسة أشهر، وبعبارة أخرى، إن نظامنا هو مولود يبلغ من العمر خمسة أشهر، وماذا يستطيع أن يفعل طفل عمره خمسة أشهر؟ وما عليكم إلا أن تنتظروا حتى يمر على ولادته عدة سنوات كي تروا ماذا سيفعل، وإن شاء الله سنوفق في تأسيس نظام إسلامي، نظام إنساني وعندها سيتضح ماذا سيحدث بعد ذلك.

ثورة إيران والتطورات العالمية

كثيرون يأتون الينا اليوم من أمريكا ومن أوروبا، ويقولون: إنكم لا تدرون ما الذي أوجدته الثورة. الشعب الإيراني لا يعلم ما الذي أحدثته ثورته. إنهم يعوون الأمور جيداً. ويدركون عمق التغيير الذي أحدثته ثورتكم وتحرككم في خارطة القوى العالمية، فالتغيير لم يكن مقتصراً على إيران أو الشرق الأوسط فقط، وإنما امتد ليشمل أمريكا والعالم بأسره. وبعد كل هذا يأتي أربعة من المفسدين ليحاولوا إعادة الأمور إلى ماكانت عليه قبل الثورة، إنهم عملاء مأجورون للقوى الأجنبية، يبثون الشائعات بين الناس ويقولون: (ما الذي تحقق؟ نحن لم نرى خيراً من هذه الجمهورية الإسلامية). ماذا تريدون أن تروا أيها السادة؟! امنحوا الحكومة بعض الوقت، وبعدها سترون ماسيحدث، إنكم لاتدعون الناس يزرعون القمح، وإذا زرعوا لا تتركوهم يرعوه، وإذا رعوه لا تتركوهم يحصدوه، وإذا حصدوا، أحرقتم البيادر، فأنتم يا من تفعلون كل هذا، بأي حق تسألون الآن، ماذا تحقق؟! أنتم الذين لا تدعون أن يتحقق شي‏ء.
على كل حال، أتمنى أن نكون جميعنا قد استيقظنا من سباتنا، وإن شاء الله سوف يستيقظ الشرق ليتخلص من شر الغرب، فتقليد الغرب ونهب الغرب لثرواتنا، خلق لنا العديد من المشاكل، وإن شاء الله سوف تحصلون على الاستقلال الفكري، وستحصل الجامعة أيضاً على استقلالها الفكري والعملي وستصبح منبع الخيرات إن شاء الله، ولنضع أيدينا في أيدي بعض لنسير ببلدنا إلى الأمام ونبني مجتمعاً إنسانياً إن شاء الله.

«۱»-علماء الدين. «۲»-السيد محمد هادي ميلاني، جاء من مشهد الى طهران عندما كان الإمام الخميني سجيناً، ثم عاد الى هناك بالطائرة.


امام خمینی (ره)؛ 11 دی 0378
 

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: